نافذة على الحياة
بإمكاننا النظر الى الأشياء في الحياة من زاويتين اثنتين ، أو من خلال نافذتين
إما أن نراها من خلال نافذة القلب، أو أن نراها من خلال نافذة العقل.
ومن النافذة الذي سننظر بها الى الأشياء سوف يتغير معناها ومفهومها عندنا، حتى شعورنا نحوها سيتغير
في هذه المقالة اريد ان اتحدث عن كيفية النظر للمشاكل والمصاعب في الحياة، وهذا الكلام ينطبق ايضا على السعادة والحزن والفرح وكل ما المشاعر والتحديات التي تمر على حياتنا.
فعندما ننظر الى المشاكل والمصاعب والعقبات من خلال نافذة القلب والمشاعر نعتقد انها سلسلة من الجبال التي يصعب ازالتها والتعامل معها ، فنصاب حينها بالاكتئاب والإحباط، وتضعف قوانا وتتعطل كل حواسنا وعقلنا عن التفكير ، وفي النهاية نعلن الانهزام والاستسلام لليأس والحزن، وعند ذلك سنحتاج الى تدخل الجميع لإصلاح هذا التدهور النفسي والعقلي.
اما اذا نظرنا لهذه الصعوبات والمشاكل من خلال نافذة العقل، سنجد انها نافذة صافية ليس عليها غبار او تغطيها ستارة معتمة من الاماني والاحلام، وسوف ننظر الى كل هذه المشاكل والصعوبات نظرة مجردة وموضوعية كتحديات في الحياة، تتطلب نوعاً من العراك والصبر لتجاوزها الى غيرها نوعا وكمّاً، مثل التمارين الرياضية التي تبدأ بتمرينات بسيطة تنمي اللياقة البدنية حتى تجعل من يمارسها عنده مستوى من القدرة على مواجهة تحديات أكبر وأعظم، وهذا بالضبط ما يحدث عند مواجهة المشاكل والصعوبات من نافذة العقل، فتزيدنا قوة وحكمة وذكاء وخبرة ونضج، فنشعر بمتع الحياة بشكل حقيقي وليس وهمي، ونبدأ نعرف ونتعلم و نشعر بقيمة كل شيء وبشكل صحيح، ونعرف بهذه المشاكل والصعوبات نقاط ضعفنا وقوتنا وما نعلمه وما نجهله في حياتنا
وفي النهاية هذه هي الحياة سرورها أعظم بكثير من أحزانها لذلك لنستخدم ما فيها لما فيه خيرنا ومصلحتنا.
تعليقات
إرسال تعليق